نحو التحول الرقمي.... مهارات الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط

مهارات تكنولوجية

فرضت جائحة كوفيد-19 تحولًا رقميًا على العديد من جوانب الحياة، ولا سيما المؤسسات المالية والاقتصادية، وعلى الرغم من أن تسريع التحول الرقمي قد يكون أحد الجوانب المشرقة للوباء، إلا أنه لم يكن مصحوبًا بالإعداد المناسب للقوى العاملة والشباب. وهناك بعض المهارات الأساسية التي يحتاج الشباب إلى تعلمها بعيدا عن الجامعة والمدرسة لمساعدتهم في الحصول على وظائف في الاقتصاد الرقمي الجديد.

وقد أعلنت كورسيرا، منصة التعلم العالمية عبر الإنترنت، عن تقرير المهارات العالمية لعام 2021، الذي تعتمد معلوماته على بيانات الأداء منذ بداية الوباء من أكثر من 77 مليون متعلم في كورسيرا من أكثر من 100 دولة، وكشفت نسخة هذا العام لأول مرة عن أهم المهارات اللازمة لوظائف المبتدئين عالية الطلب، بما في ذلك ساعات التعلم اللازمة لتطويرها.

وقد أفرد تقرير المهارات العالمية لعام 2021 ، قسمًا كاملاً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كشف عن أبرز المهارات والمجالات التي تميزت بها دول المنطقة والتحديات التي تواجهها.

التكنولوجيا

في قطاع التكنولوجيا، كانت أكثر المهارات رواجًا في المنطقة؛ علم الحاسوب النظري، ومبادئ البرمجة، والتصميم والمنتجات، أدوبي فوتوشوب، والتفكير الحاسوبي، وتصميم الجرافيك، وتطوير الويب، وجافاسكريبت، ومعمارية الحاسوب المصغرة "Micararchitecture".

وقد تصدرت دول المنطقة في هندسة الأمن، حيث تحتل جميع الدول تقريبًا المراتب الأولى عالميًا، حيث جعلت العديد من الحكومات في المنطقة الأمن السيبراني على رأس أولوياتها، وتم إطلاق مبادرات ومنظمات جديدة مثل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية، والمجلس الأعلى للأمن السيبراني في مصر، ووكالة الأمن الإلكتروني الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، ومركز الأمن السيبراني في منطقة عمان العربية.

وتصدرت تونس دول شمال أفريقيا بعد أن نجحت خلال السنوات الماضية في إحداث تحسينات تنظيمية هامة ساهمت في تمكين الابتكار، ففي عام 2018 أقرت الحكومة قانون الشركات الناشئة، وهو إطار قانوني مصمم لحفز الطلب على الابتكار وتعزيز ريادة الأعمال، مع رؤية أوسع لتطوير البلاد إلى "أمة الشركات الناشئة " في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. والآن ، حصل ما يقرب من 400 مشروع على بطاقة الشركات الناشئة عبر مجموعة واسعة من الصناعات، وهي الآن واحدة من أكبر البلدان في المنطقة في مجال رأس المال الاستثماري.

علم البيانات

فيما يتعلق بعلم البيانات، فهو من القوى التي لم يتم استخدامها بشكل كامل في المنطقة، ولا سيما في شمال أفريقيا.

وقد نحت كل من مصر والمغرب والجزائر في المنافسة عالميًا في هذه المهارات، وقد بلغت قيمة السوق العالمية لتصوير البيانات 2.99 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 5.17 مليار دولار بحلول عام 2026.

وبشكل عام تتراجع المنطقة في مجالات علم البيانات والبرمجة الإحصائية،

وعلى الرغم من أن مهارات علم البيانات والبرمجة الإحصائية ترتبط ببعض من أسرع الوظائف نموًا في المنطقة بين عامي 2018 و 2022، إلا أنه بشكل عام تتراجع المنطقة في هذه المجالات، بسبب الافتقار إلى البرامج الجامعية في هذه التخصصات، وقدم المناهج التعليمية، وتحديات جذب المواهب إلى مثل هذه المجالات.

كانت أكثر المهارات رواجًا في المنطقة: برمجة بايثون، والتعلم الآلي الإحصائي، والتعلم الآلي، والاحتمالات والإحصاءات، وخوارزميات التعلم الآلي، وإدارة البيانات ، وتعلم الآلات التطبيقية، والاقتصاد القياسي، والتعلم العميق، و SQL.

الوقت اللازم لوظائف مستوى المبتدئين

استعرض تقرير المهارات العالمي المهارات والوقت اللازمين للتحضير للوظائف المطلوبة لمستوى المبتدئين، استنادا إلى بيانات أداء الملايين من المتعلمين من جميع أنحاء العالم على موقع كورسيرا.

يستطيع حديثي التخرج ومن يرغبون في تحويل مساراتهم الوظيفية في منتصف حياتهم المهنية تطوير مهارات الوظائف الرقيمة في وقت يتراوح بين 35 إلى 70 ساعة (أو  خلال شهر إلى شهرين مع الالتزام بعشر ساعات تعلم أسبوعية)، وعلى الجانب الآخر،  فإن الشخص الذي ليس لديه شهادة أو خبرة في التكنولوجيا يمكن أن يكون جاهزاً للعمل في غضون 80 إلى 240 ساعة (أو خلال شهرين إلى 6 أشهر مع الالتزام بعشر ساعات تعلم أسبوعية).

يتعين على المتعلمين الاستثمار في المهارات الشخصية والتقنية على حد سواء، للمحافظة على تنافسيتهم الوظيفية في سوق عمل سريع التطور. فعلى سبيل المثال، فإن وظيفة أخصائي دعم الكمبيوتر تتطلب بعض المهارات الشخصية مثل القدرة على حل المشكلات والتطوير التنظيمي، بالإضافة إلى المهارات التقنية مثل الهندسة الأمنية والشبكات. ووظائف التسويق تتطلب مهارات استخدام برمجيات تحليل البيانات، ومهارات التسويق الرقمي، بالإضافة إلى المهارات الشخصية مثل التفكير الاستراتيجي والإبداع والتواصل.

 

تتلخص المهارات الأكثر قابلية للتحويل في كل الوظائف المستقبلية في المهارات البشرية؛ مثل مهارة حل المشاكل، والتواصل، ومحو الأمية الرقمية، وإدارة الحياة الوظيفية. تساعد المهارات التأسيسية مثل مهارات التواصل التجاري ومحو الأمية الرقمية العاملين من المشاركة في بيئات العمل  التي تعتمد على التكنولوجيا عالميًا. وأصبح امتلاك مهارة البحث عن الوظائف والتخطيط الوظيفي أمرًا حيويًا مع التغيير المستمر للوظائف في عالم اليوم.

لمعرفة المزيد عن ترتيب دولتك في تقرير المهارات العالمي، يمكنك تصفح التقرير من هذا الرابط.

المراجع

https://blog.coursera.org/announcing-the-coursera-global-skills-report-2021/

https://www.coursera.org/global-skills-report